لما هدهم التعب والجوع والعطش..ولما كانت شمس تموز قاب قوسين من رؤوسهم العارية..ولما كان البحر يمتد أميالا لا متناهية من تحت مركبهم الضال..فقد قر قرار البحارة السبعة على سلب وميض من الأمل، من الملح والمحال ..
فقال كبيرهم: إني ذاهب لشراء محرك جديد...
وقال أعرجهم: إنني ذاهب لإحضار ماء زلال...
وقال أصغرهم: وأنا ذاهب إلى بستان جدي لأقطف لكم التين والعنب...
بينما اختار الباقون مشاهدة فيلم هندي يعرض حصريا بصالة سينما شعبية...
ذهب كل إلى حال سبيله ..وبقي المركب الصغير وحيدا يجوب أعالي البحار بلا هدف ..فقر قراره هو الآخر بعد انتظار دام إحدى وثلاثين يوما وليلة، أن يغوص عميقا بحثا عن أنثى تؤنس وحشته...